بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا هو الواحد القهار لا نعبد إلا إياه الرزاق الوهاب محيينا ومميتنا ومحيينا بعد الممات يوم البعث فهو الواحد الفرد الصمد يسبح كل الخلق بحمده ويشكر له والصلاة والسلام على خير الأنام مخرجهم من الظلام هدى العالمين بأمر السلام سبحانه إلى طريق الرشاد
أما بعد,,,
نعيش في دوامات لا تنتهي واحده إلا خرجت الأخرى علينا من كل حدب وصوب كأنه هجوم المغول عندما غزو العالم ودمروا أعظم الحضارات في عصرها وهي الحضارة الإسلامية وخلافة بنو العباس وامتلأ الفرات ودجله بالسواد من كثرت الكتب التي رماها المغول في البحر فدنسوا أعظم حضارات التاريخ على الإطلاق وهي الحضارة الإسلامية والحكم الإسلامي وأجد نفسي اتجهت بكم إلى التاريخ لأنني أحبه أما لماذا استشهد به في هذا المقال لأنه دائما ما يعيد نفسه في ظل حكومة هزيلة جدا وتعتبر أضعف الحكومات التي مرت على تاريخ الكويت فلأحرار رحمهم الله حرروا الناس من أغلال العبيد والأسياد والأحرار صنعوا تاريخ الكويت والأحرار منارة لنا فيما وضعوه وضحوا من أجل هذا الدستور الذي لا نريد أو نسمح بتغييره أو تنقيحه أو تعديله سيبقى شامخا كما هو فلينادي البعض وليستخدم وسائل الإعلام وليستخدم أساليبه كلها سنسترجع فترة ما قبل الدستور وسنناضل كما ناضل الأولون وسنستخدم كل الطرق السلمية والمشروعة وسيعود كل شئ من أجل كل شئ ولن نتهاون أو نتقاعس عن الدفاع من أجل الدستور والحرية نفديكي يا كويت بأرواحنا وسنسقيكي بدمائنا الحرة الأبية فلا زال مشعل الحرية يشتعل في أيدينا ولن ينطفئ مهما حاول من هم ضد الدستور وحريته وصوت أبناءه حاولوا إطفاءه فهو لن ينطفئ بإذن الله إلا إذا استبدل بالشريعة الإسلامية التي تحفظ حقوقنا ولن نقبل بشئ دون ذلك فالدستور باقي ونحن باقون والكويت باقية وأعيب على بعض الكتاب الذين يقولون إن الدستور كتب في عهد الإشتراكية والماركسية والتأميم والقطاع العام وأقول لهم ومن مشى على هواهم إن الماركسية والإشتراكية ما هو إلا فكر طبقه نصف العالم وأثر بالملايين ولا تحاولون تجيير آرائكم حسب ما تشتهون وتريدون أن تقنعون الناس إن دستورنا مخرجات إشتراكية وشيوعية وتأميمات وخلافه فالدستور الذي كتبه رجال أوفياء محبون للكويت وأهلها وحفظ حقوق استقوها من الشريعة الإسلامية السمحاء وثم من واقع حياة الناس أنذاك وتنقيح الدستور أو تعديله في ظل أجواء ملائمه ومحسوبه ومدروسه مقبول بها أما هذه الحكومة التي لا تستطيع عمل مشروع جسر أو نفق ولم تحصل على الثقة ونشك أيضا في نواياها ونوايا من تعمل بمقتضاه من تجار وناس فاحت ريحتهم فإننا لن ولم نوافق مهما كانوا عليه فإرجاع الحكم الدكتاتوري مرفوض وتقليص مهام مجلس الأمة ليصبح كمجلس شورى أيضا مرفوض أو كمجلس أعيان لا نقبله أبدا الآن لا يجب أن نتكلم عن الدستور خلونا نتكلم عن برنامج الحكومة العطرادي أو الزهري بعد ذلك نتكلم عن أمور أخرى لماذا لا تعمل الحكومة وتصلح الوضع الصحي والتعليمي أفضل من أن تتكلم الحكومة من خلال بعض أعضاء مجلس الأمة الذين يريدون تعديل الدستور في قضية استجواب وزير أو رئيس الوزراء فالتعديل قدمه علي الراشد وأتى معهم الدكتور علي العمير ظنا منه إذا أرادوا تعديل الدستور سيعدل أو سيوافق التيار الليبرالي على تغيير المادة الثانية من الدستور إن الدكتور علي العمير يعلم أن التيار الليبرالي لن يوافق على ذلك بل دفعه حسه الحكومي للوقوف مع علي الراشد عموما نرى من تعديل علي الراشد وأهم شئ فيه هو الإستجوابات وزيادة دائرة وزيادة عدد النواب فإذا كان الدور الرقابي يزعج علي الراشد وغيره والحفاظ على مكتسبات الشعب وحقوقه تضايقهم لماذا يمثلون الشعب في قاعة عبدالله السالم إما أنهم ينتظرون دورهم كوزراء أو يمارسون دورهم التشريعي كما يجب ليس ما نفرضه من رأي عليه أو على غيره فليقوي الجانب التشريعي فيما يحفظ حقوق الشعب ومكتسباته وثرواته فهذه دوامات نعاني منها نحن في الكويت وأعتقد أنه بدأ تكسير العظام ويمكن الرقاب أيضا فالله يستر من المرحلة القادمة فإنها لا تبشر بخير من وجهة نظري المتواضعة
والسلام ختام في بلد الكرام لأرض أحبت دائما الأمن والسلام
السبت، 29 مايو 2010
الثلاثاء، 11 مايو 2010
مشوه التاريخ الإسلامي جرجي زيدان (الحلقة الثالثة) مقتطفات من كتبه المشبوهة
تاسعا : تاريخ آداب اللغة العربية
جرجي زيدان ملأ كتابه هذا بالافتراءات , وحشاها بالأباطيل , والكذب والبهتان .
وقد أشار الشيخ الإسكندري إلى أن مما يؤخذ على جرجي زيدان أنه كثير النقل من مستعربي الإفرنج من غير تمحيص لمؤلفاتهم , وأنه يخطئ في الحكم الفني , أي أنه يقرر غير الحقيقة العلمية , وأنه يخطئ في الاستنتاج , وأنه يقيم الدعوى بغير دليل ويخطئ في النقل , وأنه قليل تحري الحقيقة ويروج الدعاوي بغير دليل , وتروج عند المؤلف أقوال الخصوم عن خصومهم وأقوال الكتب الموضوعة لأخبار المجان , أو لذكر عجائب الأمور وغرائبها , وأنه يستدل بجزئية واحدة على الأمر الكلي .
وفي كتاب : (تاريخ العرب قبل الإسلام) أخذ عليه الإسكندري أنه أغفل مدة حكم الفرس في اليمن بعد ذي يزن وكثرة شكه وتردده وتناقضه في أكثر الحوادث , وتخريجه الأعلام تخريجا غريبا واختصاره التاريخ جدا , وإنكار بعض الحقائق البديهية في موضع آخر وتشبثه بتحقيق بعض الظنون في موضع آخر , ومما أخذه عليه ما أسماه (جسارته) في وضع الأسماء والتقسيمات التاريخية , مع ضعف الاستظهار كتقسيم أدوار تاريخ العرب وتسمية الأمة التي سماها (استرابون) اليوناني (جرهين) بالقريتين .
وكذلك أخذ عليه تهجينه أخبار العرب في حوادث الفخر والغلبة , وتصديقه خرافات (استرابون) و (هيردوت) مع أنهما لم يدخلا بلاد العرب ولم يرياها , وكذلك أخذ عليه سوء التعبير من الوجهة الدينية في عبارات الكاتب كقوله : (أقدم المصادر العربية المعروفة عن تاريخ العرب وأقربها إلى الصحة , القرآن).(مجلة المنار-112-ص787-863 وانظر إعادة النظر في كتابات العصريين في ضوء الإسلام :أنور الجندي ص 173-174)
عاشرا : تاريخ التمدن الإسلامي :
قال الشيخ شبلي النعماني(مؤسس ندوة العلماء في لكنهؤ بالهند): إن الدهر دار العجائب , ومن إحدى عجائبه أن رجلا من رجال العصر (جرجي زيدان صاحب الهلال) يؤلف في تاريخ تمدن الإسلام كتابا , يرتكب فيه تحريف الكلم , وتمويه الباطل , وقلب الحكاية , والخيانة في النقل , وتعمد الكذب ما يفوق الحد ويتجاوز النهاية . (مجلة المنار المجلد رقم 15-1330هجرية-1912 م)
قال جرجي في كتابه (تاريخ التمدن الإسلامي) في الجزء الأول : ( إن الغاية التي توخاها المؤلف ليست إلا تحقير الأمة العربية وإبداء مساوئها , ولكن لما كان يخاف ثورة الفتنة , غير مجرى القول ولبس الباطل بالحق ) .
فهو قسم العصر الإسلامي إلى ثلاثة أدوار :
1 – دور الخلفاء الراشدين .
2 – دور بني أمية .
3 – دور بني العباس .
فمدح الأولى ومدح الثالث .
ورأى أن بني أمية ليس لهم وجهة دينية , فلا ناصر لهم ولا مدافع عنهم , فحمل عليهم حملة شعواء فما ترك سيئة إلا وعزاها إليهم , وما وجد حسنة إلا وابتزها منهم .
قال الشيخ العلامة النعماني : ( أيها المؤلف الفاضل ! أليس لك وازع من نفسك , أليس لك رادع من ديانتك , أتجرؤ على مثل هذا الكذب الظاهر المبين الفاحش جهرة ؟ فإنا أبا يوسف ما تكلم في شأن عمال بني أمية ببنت شفة , وإنما ذكر عمال هارون الرشيد وإساءتهم العمل في جباية الخراج .
وكتاب ( الخراج ) لأبي يوسف بين أيدينا , وأن ما استند إليه عن عمال هارون الرشيد , فكيف يأخذ المؤلف أقواله وينقلها من حيث إنها هي الطرق التي كان عمال بني أمية يجمعون الأموال بها ) .
ومن ثم اتهم خليفة المسلمين عمر بن الخطاب أنه أمر بحرق خزانة الإسكندرية قائلا : رغبة العرب في صدر الإسلام في محو كل كتاب غير القرآن . (الجزء الثالث التمدن الإسلامي).
قال النعماني : هذا غير صحيح , وأن المسلمين نظروا في كل الكتب , ونقلوا في تفاسيرهم روايات مختلفة , فيها الغث والثمين مما نقل إليها من الأديان الأخرى , لو كان أهل القرون الأولى يبغضون ما سوى القرآن , ويمحون ما كان قبله من العلم , فمن روى الإسرائيليات وأقاصيص التلمود والتوراة وحشاها التفاسير .
وهذا الزيف هو عادة هذا المستشرق الذي يقلب الحقائق إلى أباطيل فالكتب الموثوقة لدى المسلمين لم تذكر حريق الإسكندرية .
ويدس السم ويزرع العنصرية وهو يصور أن الفرس يحتقرون العرب قبل الإسلام , حيث قال :
إن الفرس كانت قبل الإسلام تحتقر العرب وتزدريهم , ولما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابه إلى كسرى العجم , اشمأز وقال : (عبدي يكتب لي ؟ ) , وكتب يزدجرد إلى سعد بن أبي وقاص فاتح القادسية : إن العرب على شرب ألبان وأكل الضب بلغ بهم الحال إلى أن تمنوا دولة العجم , فأف لك أيها الدهر الدائر ! .
وزعم أن العرب قاموا بانتقاص الموالي وسلبوهم حقوقهم , فقال : إنهم منعوهم من المناصب الدينية المهمة . (التمدن الإسلامي , 4/6 ) .
فرد عليه الشيخ النعماني رحمه الله قائلا : ( إن البلاد التي كانت عواصم الأقاليم وقواعدها في عصر بني أمية كان كل أئمتها من الموالي في مكة عطاء , وفي اليمن طاووس , وفي الشام مكحول , وفي مصر يزيد بن أبي حبيب , وفي خراسان ضحاك بن مزاحم , وفي البصرة الحسن البصري , وكل هؤلاء كانوا من الموالي , ومع كونهم أعجاما وكونهم أولاد الإماء , كانوا سادة الناس وقادتهم , تذعن لهم العرب ويحترمهم خلفاء بني أمية وولاة الأمور ) .
وجرجي زيدان يسير على نهج أسياده المستشرقين ينص على أن عمال بني أمية يستخدمون الجور والشدة , حيث قال : ( وإذا أتى أحدهم بالدراهم ليؤديها في خراجه , يقطع الجابي منها طائفة ويقول : هذا رواجها وصرفها ) .
واستند في هذا على كتاب (الخراج) لأبي يوسف , وعلى تاريخ الطبري , والمعارف لابن قتيبة , والأخبار الطوال للدينوري , وفتوح البلدان للبلاذري , والتاريخ الصغير للبخاري , وثقات ابن حبان , والطبقات الكبرى لابن سعد .
وقال محمد رشيد رضا رحمه الله صاحب المنار : ( إنه أظهر بعد الانقلاب العثماني سنة 1909م نزعة جديدة هي إحياء لمذهب الشعوبية , ذلك أنه زار الأستانة ولقي فيها بعض زعماء الاتحاد والترقي , ثم عاد متشبعا بالنهضة التركية الزائفة , مستنكرا عدم مجاراة العرب لإخوانهم الترك في الانضمام على خطة الاتحاديين التي ترمي إلى تتريك العناصر وإدغام العرب في الترك ) .
وانتظرونا في الحلقة القادمة ونأسف لتأخرنا الطويل عن نشر هذه الحلقة
نفع الله وإياكم وهدانا الله وإياكم إلى سبيل الرشاد
جرجي زيدان ملأ كتابه هذا بالافتراءات , وحشاها بالأباطيل , والكذب والبهتان .
وقد أشار الشيخ الإسكندري إلى أن مما يؤخذ على جرجي زيدان أنه كثير النقل من مستعربي الإفرنج من غير تمحيص لمؤلفاتهم , وأنه يخطئ في الحكم الفني , أي أنه يقرر غير الحقيقة العلمية , وأنه يخطئ في الاستنتاج , وأنه يقيم الدعوى بغير دليل ويخطئ في النقل , وأنه قليل تحري الحقيقة ويروج الدعاوي بغير دليل , وتروج عند المؤلف أقوال الخصوم عن خصومهم وأقوال الكتب الموضوعة لأخبار المجان , أو لذكر عجائب الأمور وغرائبها , وأنه يستدل بجزئية واحدة على الأمر الكلي .
وفي كتاب : (تاريخ العرب قبل الإسلام) أخذ عليه الإسكندري أنه أغفل مدة حكم الفرس في اليمن بعد ذي يزن وكثرة شكه وتردده وتناقضه في أكثر الحوادث , وتخريجه الأعلام تخريجا غريبا واختصاره التاريخ جدا , وإنكار بعض الحقائق البديهية في موضع آخر وتشبثه بتحقيق بعض الظنون في موضع آخر , ومما أخذه عليه ما أسماه (جسارته) في وضع الأسماء والتقسيمات التاريخية , مع ضعف الاستظهار كتقسيم أدوار تاريخ العرب وتسمية الأمة التي سماها (استرابون) اليوناني (جرهين) بالقريتين .
وكذلك أخذ عليه تهجينه أخبار العرب في حوادث الفخر والغلبة , وتصديقه خرافات (استرابون) و (هيردوت) مع أنهما لم يدخلا بلاد العرب ولم يرياها , وكذلك أخذ عليه سوء التعبير من الوجهة الدينية في عبارات الكاتب كقوله : (أقدم المصادر العربية المعروفة عن تاريخ العرب وأقربها إلى الصحة , القرآن).(مجلة المنار-112-ص787-863 وانظر إعادة النظر في كتابات العصريين في ضوء الإسلام :أنور الجندي ص 173-174)
عاشرا : تاريخ التمدن الإسلامي :
قال الشيخ شبلي النعماني(مؤسس ندوة العلماء في لكنهؤ بالهند): إن الدهر دار العجائب , ومن إحدى عجائبه أن رجلا من رجال العصر (جرجي زيدان صاحب الهلال) يؤلف في تاريخ تمدن الإسلام كتابا , يرتكب فيه تحريف الكلم , وتمويه الباطل , وقلب الحكاية , والخيانة في النقل , وتعمد الكذب ما يفوق الحد ويتجاوز النهاية . (مجلة المنار المجلد رقم 15-1330هجرية-1912 م)
قال جرجي في كتابه (تاريخ التمدن الإسلامي) في الجزء الأول : ( إن الغاية التي توخاها المؤلف ليست إلا تحقير الأمة العربية وإبداء مساوئها , ولكن لما كان يخاف ثورة الفتنة , غير مجرى القول ولبس الباطل بالحق ) .
فهو قسم العصر الإسلامي إلى ثلاثة أدوار :
1 – دور الخلفاء الراشدين .
2 – دور بني أمية .
3 – دور بني العباس .
فمدح الأولى ومدح الثالث .
ورأى أن بني أمية ليس لهم وجهة دينية , فلا ناصر لهم ولا مدافع عنهم , فحمل عليهم حملة شعواء فما ترك سيئة إلا وعزاها إليهم , وما وجد حسنة إلا وابتزها منهم .
قال الشيخ العلامة النعماني : ( أيها المؤلف الفاضل ! أليس لك وازع من نفسك , أليس لك رادع من ديانتك , أتجرؤ على مثل هذا الكذب الظاهر المبين الفاحش جهرة ؟ فإنا أبا يوسف ما تكلم في شأن عمال بني أمية ببنت شفة , وإنما ذكر عمال هارون الرشيد وإساءتهم العمل في جباية الخراج .
وكتاب ( الخراج ) لأبي يوسف بين أيدينا , وأن ما استند إليه عن عمال هارون الرشيد , فكيف يأخذ المؤلف أقواله وينقلها من حيث إنها هي الطرق التي كان عمال بني أمية يجمعون الأموال بها ) .
ومن ثم اتهم خليفة المسلمين عمر بن الخطاب أنه أمر بحرق خزانة الإسكندرية قائلا : رغبة العرب في صدر الإسلام في محو كل كتاب غير القرآن . (الجزء الثالث التمدن الإسلامي).
قال النعماني : هذا غير صحيح , وأن المسلمين نظروا في كل الكتب , ونقلوا في تفاسيرهم روايات مختلفة , فيها الغث والثمين مما نقل إليها من الأديان الأخرى , لو كان أهل القرون الأولى يبغضون ما سوى القرآن , ويمحون ما كان قبله من العلم , فمن روى الإسرائيليات وأقاصيص التلمود والتوراة وحشاها التفاسير .
وهذا الزيف هو عادة هذا المستشرق الذي يقلب الحقائق إلى أباطيل فالكتب الموثوقة لدى المسلمين لم تذكر حريق الإسكندرية .
ويدس السم ويزرع العنصرية وهو يصور أن الفرس يحتقرون العرب قبل الإسلام , حيث قال :
إن الفرس كانت قبل الإسلام تحتقر العرب وتزدريهم , ولما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابه إلى كسرى العجم , اشمأز وقال : (عبدي يكتب لي ؟ ) , وكتب يزدجرد إلى سعد بن أبي وقاص فاتح القادسية : إن العرب على شرب ألبان وأكل الضب بلغ بهم الحال إلى أن تمنوا دولة العجم , فأف لك أيها الدهر الدائر ! .
وزعم أن العرب قاموا بانتقاص الموالي وسلبوهم حقوقهم , فقال : إنهم منعوهم من المناصب الدينية المهمة . (التمدن الإسلامي , 4/6 ) .
فرد عليه الشيخ النعماني رحمه الله قائلا : ( إن البلاد التي كانت عواصم الأقاليم وقواعدها في عصر بني أمية كان كل أئمتها من الموالي في مكة عطاء , وفي اليمن طاووس , وفي الشام مكحول , وفي مصر يزيد بن أبي حبيب , وفي خراسان ضحاك بن مزاحم , وفي البصرة الحسن البصري , وكل هؤلاء كانوا من الموالي , ومع كونهم أعجاما وكونهم أولاد الإماء , كانوا سادة الناس وقادتهم , تذعن لهم العرب ويحترمهم خلفاء بني أمية وولاة الأمور ) .
وجرجي زيدان يسير على نهج أسياده المستشرقين ينص على أن عمال بني أمية يستخدمون الجور والشدة , حيث قال : ( وإذا أتى أحدهم بالدراهم ليؤديها في خراجه , يقطع الجابي منها طائفة ويقول : هذا رواجها وصرفها ) .
واستند في هذا على كتاب (الخراج) لأبي يوسف , وعلى تاريخ الطبري , والمعارف لابن قتيبة , والأخبار الطوال للدينوري , وفتوح البلدان للبلاذري , والتاريخ الصغير للبخاري , وثقات ابن حبان , والطبقات الكبرى لابن سعد .
وقال محمد رشيد رضا رحمه الله صاحب المنار : ( إنه أظهر بعد الانقلاب العثماني سنة 1909م نزعة جديدة هي إحياء لمذهب الشعوبية , ذلك أنه زار الأستانة ولقي فيها بعض زعماء الاتحاد والترقي , ثم عاد متشبعا بالنهضة التركية الزائفة , مستنكرا عدم مجاراة العرب لإخوانهم الترك في الانضمام على خطة الاتحاديين التي ترمي إلى تتريك العناصر وإدغام العرب في الترك ) .
وانتظرونا في الحلقة القادمة ونأسف لتأخرنا الطويل عن نشر هذه الحلقة
نفع الله وإياكم وهدانا الله وإياكم إلى سبيل الرشاد