بسم الله مالك الملك عالم الغيب والشهادة العزيز الجبار المتفرد بعظمته وجلاله سبحانه لا إله إلا هو ولا معبود بحق سواه والصلاة والسلام على خير الأنام مخرجهم من الظلام هدى العالمين بأمر السلام سبحانه إلى سبيل الرشاد
أما بعد ،،،
مقالنا اليوم عن الأجهزة الأمنية فأي جهاز أمني في العالم إذا ترك له الحبل على القارب ملأ السجون بالمظلومين وأطلق كمارد جبار يتسلط على الناس لا يراعي حرمة بيت أو حياة انسان ما أوجب على بعض دول العالم تقييد عمل هذه الأجهزة بقوانين صارمة وجعل عليها سلطة مستقلة قضائية فإستقلالية القضاء هي الضمانة المثلى لأي أمة في ترسيخ مبادئ العدل والمساواة ما يحفظ كرامات الناس ويحافظ على حياتهم لأن أي عقلية عسكرية تميل إلى العنف وحسم الأمور كانت خطئاً أم صواباً دون مراعاة لحياة الإنسان
ونرى تسلط الأجهزة الأمنية في كثير من دول العالم ماذا صنعت ؟ غير الخراب والدمار وسفك الدماء ما يؤكد لنا أيضاً تاريخياً أن أي عسكري لا يصلح للحكم نهائياً مهما فعل
لأن العقلية العسكرية هي عقلية تنفيذية غير تشريعية لإمتلاكهم الفكر الضيق وحصر أي أمر بين رصاصةٍ وبندقية
ما يجعلنا نتفحص أي دولة في هذا العالم إذا لم تكن فيها الأجهزة الأمنية مقيدة بقوانين وتشريعات فهي دولة ظالمة
لأن أفق السياسي يفوق أفق العسكري الذي أصلاً هو بلا أفق ولا ثقافة إلا ثقافة محدودة وحصرية
فمن الغرابة أن تتسلط الأجهزة الأمنية ونحن في عصر الأيفون والجالكسي ووضع إجراءات قمعية من تقييد حريات إلى إسكات الناس عن قول الحق
ما سيؤدي إلى انفجارات قادمة وثورات شعبية في كل دولة تتسلط بها الأجهزة الأمنية على رقاب الناس
فإن ترسيخ مبادئ العدل والمساواة سيؤمن مستقبل أي دولة ويطورها ويجعلها تلحق بالركب العالمي ودون ذلك ستقبع بالفقر والجهل والخوف والرعب يتساءل شعبها متى سيتم القبض عليه أو متى تطلق عليه رصاصة من هذه الأجهزة الأمنية غير آبهين له
إنسان بلا قيمة في ظل تسلط الأجهزة الأمنية