الفكرة

كل إنسان يفكر فتكون الأفكار كأسراب الحمام في السماء إننا نفكر ونفكر حتى نموت فإستمرارية التفكير هي مجبولة للإنسان السوي الكبير والصغير المرأة والرجل فجميعنا نفكر ولكن هناك تحديد مسارات للفكرة ووضعها في إطارها السليم المناسب الذي تنتهي به على أكمل وجه فتصبح واقعا لا خيالا وحقيقة لا سرابا فلنفصل الفكرة نفكر في أمر يبدأ في رؤوسنا وبعد ذلك نجمع عليها دعائم وركائز وننطلق إلى الورقة والقلم ونكتبها ونبحثها ونصوغها ونبدأ تطبيقها عمليا فتتضح لنا هذه الفكرة جليةً نراها براقةً لامعةً ساطعةً ولكن هناك شقين لشرح الفكرة الأول هو أن الإنسان صاحب الفكرة أو الفكر يطلقها ولكنه لا يقوم بها يطلقها حرة في أعنان السماء أو ينشرها في كتاب ويقوم بها من يقوم على سبيل المثال لا الحصر كارل ماركس عندما كتب عن الماركسية وطبق الفكرة لينين وهذا أول شق قد بيناه لكم أما الشق الثاني هو أن صاحب الفكرة هو من يقوم بها لأنه هو أقدر شخص على تطبيقها ونضع مثالا على ذلك عن كيفية قيام صاحب الفكرة بتطبيقها لنفترض أن صاحب الفكرة انشأ مشروعا تطبيقا لفكرته فيتم تعديل فكرته حتى نجاح المشروع لأنه دائم التعديل على فكرته وقدرته على نجاحها لأنه صاحبها ومن فكر بها ويحدد مسارها ويضعها في إطارها الأخير الذي نجحت به ونزيد على هذا المقال ونستعين بشئ آخر عن سلبيات عدم قيام صاحب الفكرة بها عمليا لعدم فهم الناس لها وإيمانهم بهذه الفكرة أو تبجحهم عليها أو كبريائهم لأن صاحب الفكرة كان صغيرا أم كبيرا يبقى صاحبها ونعرج بكم الآن على هذا المثال الحي الذي سأسرده عليكم هناك فكرة عظيمة وهي إخراج عائلة كبيرة من الفقر المدقع بإنشاء مشروع لرب الأسرة كان صاحب الفكرة مستشارا لهم وعلى رب الأسرة التنفيذ وكان دأب صاحب الفكرة أن تنجح الفكرة لأن الإنسان يسخر كل شئ لينجح اعتقاده وفكرته فقام صاحب الفكرة بدعم وإنشاء المشروع ولم يبقى على رب الأسرة إلا القيام بالمشروع وإتباع صاحب الفكرة فيما يقول ويفند فكرته ولكن رب الأسرة لم يستمع لصاحب الفكرة وتعالى عليه واعتقد بما أن المشروع قد تم إنشاءه فهو لا يحتاج لصاحب الفكرة ولكن للأسف خاب ظنه ففشل مشروعه وعاد من حيث بدأ وعاد إلى فقره لأنه لو آمن بالفكرة ووثق بصاحبها لكان عبر إلى بر الأمان لقد غادر صاحب الفكرة وعاد رب الأسرة إلى الفقر (وجنك يا أبو زيد ما غزيت) وهنا استذكر ما كتبته في منتصف المقال عن كارل ماركس أعتقد لو إستطاع كارل ماركس تطبيق فكرته لطبقها أفضل من لينين وستالين وماو تسي تونغ وأعتقد وهذا رأيي لنجحت الماركسية وتغير مسارها ولكن مع الأسف لم يقم بالفكرة صاحبها والأسف هنا ليس على الماركسية إمتدادها وقوتها ولكن أسفي هنا أن الفكرة لم يقم بها صاحبها لأن الألم هاهنا أنه لا يتسنى لأصحاب الأفكار تطبيقها