أدونيس أو إله الفينيقيين كما يسمى نفسه , أو الشاعر النصيري , الذي امتلأت كتبه بالكفر والإلحاد والزندقة .
قال في كتابه ( الثابت والمتحول ) : كل نقد جذري للدين والفلسفة والأخلاق يتضمن العدمية ويؤدي إليها ؛ وهذا ما عبر عنه ( نيتشه ) بعبارة ( موت الله ) , وقد رأينا جبران قتل الله هو كذلك على طريقته – حين قتل النظرية الدينية التقليدية , وحين دعا إلى ابتكار ثم تتجاوز الملاك والشيطان , أو الخير والشر .
هذا تصريح بإنكار وجود الله جل وعلا , وظهر ذلك جليا حين استشهد بأقوال جبران خليل جبران النصراني , القائل بموت الله , أو نيتشه الإنجليزي الملحد .
وقال أيضا : الأخلاق التي يدعو إليها ( جبران ) هي التي تعيش موت الله , وتنبع ولادة له جديدة , إذن هو يهدم الأخلاق التي تضعف الإنسان وتستعبده , ويبشر بالأخلاق التي تنميه وتحرره . (الثابت والمتحول , أدونيس ,3/178-179) .
وقال هذا الملحد : ففي النشوة ينعدم كل شئ حتى الله . ( الصوفية والسوريالية ,أدونيس ص55) .
ويقول : مات إله كان يهبط من جمجمة السماء . (شعراء السعودية المعاصرون ص114) .
وفي ختام كتابه ( الثابت والمتحول ) : أقر أدونيس صراحة باعتناقه وتأييده وامتداحه للرازي الملحد جاحد النبوات , حيث يقول : لقد نقد الرازي النبوة والوحي وأبطلهما , وكان في ذلك متقدما جدا على نقد النصوص الدينية في أوروبا في القرن السابع عشر , إن موقفه العقلي نفي للتدين الإيماني , ودعوة إلى إلحاد يقيم الطبيعة والمحسوس مقام الغيب , ويرى في تأملهما ودراستهما الشروط الأولى للمعرفة , وحلول الطبيعة محل الوحي جعل العالم مفتوحا أمام العقل : فإذا كان للوحي بداية ونهاية فليس للطبيعة بداية ونهاية , إنها إذن خارج الماضي والحاضر : إنها المستقبل أبدا .
لقد مهد الرازي وابن الراوندي للتحرر من الانغلاقية الدينية , ففي مجتمع تأسس على الدين , باسم الدين , كالمجتمع العربي لا بد أن يبدأ النقد فيه بنقد الدين ذاته . (الثابت والمتحول ,2/214) .
وقال أيضا في كتابه المشؤوم ( الثابت والمتحول ) : الله والأنبياء والفضيلة والآخرة ألفاظا رتبتها الأجيال الغابرة وهي قائمة بقوة الاستمرار لا بقوة الحقيقة ... والتمسك بهذه التقاليد موت والمتمسكون بها أموات , وعلى كل من يريد التحرر منها أن يتحول على حفار قبور لكي يدفن أولا هذه التقاليد , كمقدمة ضرورية لتحرره . ( المصدر السابق ,ص 136-137 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق