وبما أن هذا المقال خطير للغاية وخاصة أنه يمس العقيدة الدينية والحكم في هذه المسألة واضح جلي لا غبار عليه ذلك أن اليهود والنصارى ومن حذا حذوهم كفار ولا يشك في هذا إلا الذي لا يعرف الاسلام إلا من باب المستشرقين والمبشرين الذين تربوا في أحضان الكفر والحقد على الاسلام والمسلمين ( وكنت أريد أن أنشره في إحدى الجرائد في دول الخليج ولكن مع الأسف الشديد لم تقبله أية جريدة وكان الرد منهم أنه خطير وأنه يبعث الفتنة والشقاق بين الطرفين ولهم عذرهم لأن محرري الصحف اليومية أكثرهم نصارى مجندون من قبل جيش الكتائب فهم يبثون حقدهم بأقلامهم المسمومة التي تتقاطر دما كما حدث في مخيمي صبرا وشاتيلا مما تقشعر منه الأبدان من قتل النساء والأطفال والشيوخ ولقد غزا هؤلاء العالم الاسلامي باسم القومية العربية وهم يحملون الحقد ويتسترون بالقومية المزعومة وفي الحقيقة أنهم يحملون الصليب الذي هو رمز العداء للاسلام والمسلمين منذ فجر الاسلام
قال البابا [ إيريان الثاني ] احملوه على عواتقكم [ أي الصليب ] أو على صدوركم ، وليشرف فوق أسلحتكم وفي رؤوس سناجقكم
وصدق الاستاذ عبدالرحمن الكاتب(1) إذ قال في قصيدة له بعنوان [ مجزرة الصليب ]
يذبحون بظهر الأرض قاطبة * ذبح النعاج - فلا يحمى لهم عصب
تبكي المدائن والآفاق شقوتهم * والدهر من ذلهم قد نابه الغضب
كم أنفس قتلت ظلما فما وجدت * قلبا بكى يوم أن حلت به الكرب
ياللثكالى فما جرح بمندمل * لهن بعد عزيز عنه ما رغبوا
بالأمس كان لنا بالشام مجزرة * واليوم قد مزقت أجسادنا الصلب
دهاك(بيروت)صمت ظل يلجمنا * وأنت يعلو سماك الرعب والرهب
يا للفجيعة !! آلاف مؤلفة * قد عضها الموت لم تربأ بها العرب !!
كأنما في ديار القوم قد رخصت * دماؤنا ، فهي الأوطان تنتهب
تجمعت أمة الصلبان يدفعهم * كيد اليهود ، وقد أفضوا لما طلبوا
كم عابد برصاص اللؤم أضجعه * بطن التراب كفور ساقه أرب
وكم رضيع سقاه الموت من رضعوا * حقدا علينا ، وهم من كأسنا شربوا
ساقوا الضحايا وهم عزل فليس لهم * يد ترد فلا حول ولا سبب
مصيبة عندها هانت مصائبنا * أعظم مصابا له الآفاق تنتحب
يا أيها العرب كم ديست كرامتكم * وكم غزاكم ذوو مكر وكم غلبوا
فأصبحت أرضكم سوقا لمغتصب * ورزقكم قد غدا حلا لمن سلبوا
أما كفاكم لهم ذلا وبينكمو * إسلامكم واضح فيه لكم حسب؟
أما كفاكم عكوفا في معابدهم * وأنتموا في البرايا السادة النجب؟
أما كفاكم شتاتا في حواضرهم * ومنهج الله يدعوكم ويرتقب
لن تبصروا بضياء غير مشعلكم * ولن يكون لكم في غيره شهب
ولن تروا في الورى في غير مصحفكم * معالم الحق ، إذ دانت له الكتب
وهذا (انطوان نجم) المعروف باسم (أمين ناجي) وهذا الاسم يتستر فيه يوحي بأنه مسلم وهو بذلك يضللنا حتى ينشر أفكاره بيننا يقول هذا النصراني : ( أنا لست قوميا عربيا ولا أرضى بالعروبة ولا بالقومية العربية ) نعم إنه لم يتخل عن نصرانيته الصليبية
إن هؤلاء النصارى الذين ينشرون مقالاتهم المسمومة يتحدون اتحادا كاملا مع اسرائيل لضرب الاسلام ونبي الاسلام محمد عليه الصلاة والسلام والنيل من مقدساتنا الاسلامية وهم بذلك يشككوننا في عقيدتنا وفي إسلامنا ويريدون إضرام نار الحقد والكراهية بين المسلمين عامة في وقتنا الحاضر فتارة يقولون أن العقيدة وهي لا إله إلا الله كلام قديم لا يصلح لوقتنا الحاضر الذي تميز بالتقدم العلمي والعسكري والتكنولوجيا
وإن العقيدة بالية ومن يؤمن بها فعقليته متخلفة رجعية ، فالنصارى هم النصارى في القديم والحديث فهم مجتمعون لحرب الاسلام والمسلمين في كل زمان ومكان
قال الاستاذ سيد قطب رحمه الله ( إن حقيقة المعركة التي يشنها اليهود والنصارى في كل أرض وفي كل وقت ضد الجماعة المسلمة هي من أجل العقيدة ، وهم يختصمون فيما بينهم ولكنهم يلتقون دائما في المعركة ضد الاسلام والمسلمين ، وقد يرفعون لهذه المعركة أعلاما شتى - في خبث ومكر وتورية - لأنهم قد جربوا حماسة المسلمين لدينهم وعقيدتهم حين واجهوهم تحت راية العقيدة ، فخوفا من حماس العقيدة الاسلامية وجيشانها ، اعلنوا الحرب باسم الأرض والاقتصاد والسياسة والمراكز العسكرية ، وألقوا في روع المخدوعين منا : إن حكاية العقيدة قد صارت حكاية قديمة لا معنى لها ! ولا يجوز رفع رايتها ، وخوض المعركة باسمها ، فهذه سمة المتخلفين والمتعصبين ! وذلك ليأمنوا جيشان العقيدة من جديد ، بينما هم في قرارة نفوسهم جميعا : يخوضون المعركة أولا وقبل كل شئ لتحطيم هذه الصخرة العاتية التي نطحوها طويلا فأدمتهم جميعا فإذا نحن خدعنا بخديعتهم فلا نلومن إلا أنفسنا ، ونحن نبتعد عن توجيه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأمته وهو سبحانه أصدق القائلين : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) هذا هو الثمن الوحيد الذي يرتضونه وما سواه فمرفوض ومردود
----------------------------------------
1) مجلة الاصلاح الظبيانية , عددها 56 المحرم 1403 هجرية
وانتظروا الحلقة القادمة تكملة للمقال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق