والآن سأناقش الدكتور النصراني في الآيات الكريمة التي أوردها مبيناً المقصود بهذه الآيات الكريمة
قال تعالى : في الآية الرابعة من سورة البقرة ( والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالأخرة هم يوقنون )
المقصود من هذه الآية كما ذكرنا هو وجوب الايمان بجميع الأنبياء وما نزل عليهم من البينات وإيمانهم بالآخرة وما يجري فيها من جزاء وقال جل شأنه في الآية ٨٧ من سورة البقرة أيضاً :
( ولقد ءاتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وءاتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون )
المقصود بروح القدس في الآية الكريمة هو جبريل عليه السلام الذي أنزل على سيدنا عيسى البينات من الله جل شأنه
أما الآية الثالثة فهي الآية ٤٥ من آل عمران : ( إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والأخرة ومن المقربين )
معناها : إنما هو عبد من عباد الله وخَلْقٌ من خَلْقِهِ قال له : كن فيكون فكان رسولا من رسله ومعنى قوله :
( وكلمته ألقاها إلى مريم ) أي خَلَقَهُ بالكلمة التي أرسل بها جبريل عليه السلام فنفخ فيها من روحه بإذن ربه عز وجل وكانت تلك النفخة التي نفخها في جيب درعها فنزلت حتى ولجت الفرج فكانت بمنزلة لقاح الأب والأم والجميع مخلوق لله عز وجل ولهذا قيل لعيسى : إنه كلمة الله وروح منه لأنه لم يكن له أب تولَّد منه إنما هو ناشئ عن الكلمة التي قال الله بها : كن فكان والروح التي أرسل بها جبريل
وقال عبدالرزاق عن معمر عن قتادة
( وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ) هو قوله : كن فكان
يقول صاحب زاد المسير والمراد بالكلمة هاهنا ثلاثة أقوال أحدها : أنه قول الله له ( كن ) فكان قال ابن عباس وقتادة
والثاني : أنها بشارة الملائكة مريم بعيسى حكاه أبو سليمان
والثالث : أن الكلمة اسم لعيسى وسمي كلمته لأنه كان من الكلمة أ.هـ
وقال القاضي أبو يعلي : لأنه يُهتدي به كما يُهتدى بالكلمة من الله تعالى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق