الأحد، 5 أبريل 2020

لمن الولاء ٢ ؟


بسم الله رب الأرباب ومجري السحاب جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق كيف يشاء لا إله غيره ولا معبود بحق سواه خالق كل شيء ما نعلمه وما لا نعلمه أحدا فردا صمدا تقدست أسمائه وصفاته الحي القيوم والصلاة والسلام على خير الأنام مخرجهم من الظلام هدى العالمين بأمر السلام سبحانه إلى سبيل الرشاد
أما بعد ,,,
تحدثنا سابقا وكتبنا مقال بعنوان لمن الولاء ؟ وهو تساؤل لم يسعفني فهمي وثقافتي على الإجابة على هذا التساؤل ومع مرور السنين تكونت لدينا الإجابة على هذا التساؤل 
أن الولاء ينقسم إلى قسمين ولاء ديني عقدي صرف وولاء فكري عقدي وسنوضح بشكل أكبر ونفصل هذين القسمين 
الولاء الديني العقدي هو متمثل بالديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية فيكون الولاء تبعا لهذا الدين أو ذاك فإذا اطلعنا على الديانة اليهودية وجدنا بها مشارب عدة ينقسم الولاء للدين اليهودي إلى أقسام عدة نذكر منها من يؤمن أن فلسطين أرض الميعاد ومن يؤمن أن الله سبحانه وتعالى غضب على اليهود وشتتهم في الأرض وتجمعهم يعني نهايتهم حسب ما تعتقده هذه الطائفة من اليهود ونستدل بآيات محكمات في سورة الأعراف { ﴿وَقَطَّعنٰهُم فِى الأَرضِ أُمَمًا مِنهُمُ الصّٰلِحونَ وَمِنهُم دونَ ذٰلِكَ وَبَلَونٰهُم بِالحَسَنٰتِ وَالسَّيِّـٔاتِ لَعَلَّهُم يَرجِعونَ۝فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ وَرِثُوا الكِتٰبَ يَأخُذونَ عَرَضَ هٰذَا الأَدنىٰ وَيَقولونَ سَيُغفَرُ لَنا وَإِن يَأتِهِم عَرَضٌ مِثلُهُ يَأخُذوهُ أَلَم يُؤخَذ عَلَيهِم ميثٰقُ الكِتٰبِ أَن لا يَقولوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الحَقَّ وَدَرَسوا ما فيهِ وَالدّارُ الأخِرَةُ خَيرٌ لِلَّذينَ يَتَّقونَ أَفَلا تَعقِلونَ۝وَالَّذينَ يُمَسِّكونَ بِالكِتٰبِ وَأَقامُوا الصَّلوٰةَ إِنّا لا نُضيعُ أَجرَ المُصلِحينَ﴾ [الأعراف: 168 - 170] } فالولاء هاهنا إلى الدين اليهودي أولا ثم إلى الطائفة التي تؤمن بذلك وتتعاضد فيما بينها فيكون الولاء بينهم مطلق لا تشوبه شائبة 
وننتقل بكم إلى الديانة المسيحية فتتفرع إلى طوائف عدة منها من تمثل وتسمى كنيسة الشرق وهي طائفة الأرثوذكس ومن تمثل كنيسة الغرب وهي طائفة الكاثوليك وطائفة البروتستانت التي تسببت في حرب الثلاثين عاما في أوربا بينها وبين الكاثوليك وطبعا قبل وجود البروتستانت كانت هناك المجامع المسكونية للتقريب بين كنيسة الشرق وكنيسة الغرب وكما يجب أن لا ننسى طائفة المورمن المحاربة من الطوائف الثلاث الكبرى وأيضا طائفة شهود يهوه المخالفة تماما للطوائف المسيحية الأخرى التي تؤمن باللا ثالوثية 
فكان الولاء هاهنا للطائفة ثم للدين المسيحي ولا زال هذا الولاء قائما حتى يومنا هذا يقول الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة { ﴿وَإِذ قالَ اللَّهُ يٰعيسَى ابنَ مَريَمَ ءَأَنتَ قُلتَ لِلنّاسِ اتَّخِذونى وَأُمِّىَ إِلٰهَينِ مِن دونِ اللَّهِ قالَ سُبحٰنَكَ ما يَكونُ لى أَن أَقولَ ما لَيسَ لى بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلتُهُ فَقَد عَلِمتَهُ تَعلَمُ ما فى نَفسى وَلا أَعلَمُ ما فى نَفسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلّٰمُ الغُيوبِ۝ما قُلتُ لَهُم إِلّا ما أَمَرتَنى بِهِ أَنِ اعبُدُوا اللَّهَ رَبّى وَرَبَّكُم وَكُنتُ عَلَيهِم شَهيدًا ما دُمتُ فيهِم فَلَمّا تَوَفَّيتَنى كُنتَ أَنتَ الرَّقيبَ عَلَيهِم وَأَنتَ عَلىٰ كُلِّ شَيءٍ شَهيدٌ۝إِن تُعَذِّبهُم فَإِنَّهُم عِبادُكَ وَإِن تَغفِر لَهُم فَإِنَّكَ أَنتَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾ [المائدة: 116 - 118] }
وننتقل بكم إلى الدين الإسلامي المتفرعة منه طوائف عدة منها أهل السنة والجماعة وطائفة الشيعة وطائفة الخوارج وكل طائفة منهم متفرع منها طوائف عدة لكل طائفة ولاءها الخاص الذي يخالف البقية في كثير من الأحيان ولا ننكر الحروب بينهم على مر التاريخ ولا زال العداء بينهم مستمر 
يقول الله سبحانه في سورة آل عمران { ﴿ما كانَ إِبرٰهيمُ يَهودِيًّا وَلا نَصرانِيًّا وَلٰكِن كانَ حَنيفًا مُسلِمًا وَما كانَ مِنَ المُشرِكينَ﴾ [آل عمران: 67 - 67] }
ويقول أيضا جل وعلا علوا كبيرا { ﴿وَمَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلٰمِ دينًا فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَهُوَ فِى الأخِرَةِ مِنَ الخٰسِرينَ﴾ [آل عمران: 85 - 85] }
فهاهنا الولاء ليس للأديان فقط بل للطوائف وليس للطوائف فقط بل ما تفرع منها والقسم الآخر في جوابنا على تساؤلنا لمن الولاء الولاء الفكري متمثل في الكونفوشوسية والطاوية والبوذية والهندوسية والزردشتية التي تسمي نفسها أديان وما هي إلا مناهج فكرية حرفت من لدن مريديها فسميت بالديانات 
فلا يطلق اسم أو كلمة دين إلا على الديانات السماوية الثلاث 
وهناك أيضا ولاء فكري لأدعياء الرأسمالية والشيوعية والليبرالية وكل ذلك ما هي إلا مناهج فكرية ستأخذ دورها وتضعف إذا استدل بغير هذه المناهج 
وهاهنا يتضح لي ولك عزيزي القارئ أن الولاء الديني العقدي أثبت عند الناس من الولاء الفكري
أتمنى أنني فتحت لي ولكم الآفاق في ظل بحثي الحثيث عن الحقيقة أو لنقل لتحقيق الفهم الممنهج عن الفكرة 
على أن نلقاكم في مقالات فكرية أخرى بإذن الله