الأربعاء، 13 أبريل 2011

مشوه التاريخ الإسلامي جرجي زيدان (الحلقة الخامسة) مقتطفات من كتبه المشبوهة

6- ركز جرجي على فترات القلق السياسي , فكانت له أحداث الفتنة الكبرى , وأبو مسلم الخراساني , والأمين والمأمون , وشجرة الدر .. مرتعا خصبا للخوض في غمار هذه الأحداث مجسما الخلاف , مظهرا العيوب .

7 – كما أكثر جرجي من (الدعوى بلا دليل) .. كاستهانة عبدالملك ابن مروان بالقرآن الكريم : (هذا فراق بيني وبينك) , وكقوله إن معاوية أرسل بسر بن أرطأة , وأرسل معه جيشا , أوصاهم أن يسيروا في الأرض ويقتلوا كل من وجدوه من شيعة علي , ولا يكفوا أيديهم عن النساء والصبيان !!

* قول جرجي : إن المنصور والمعتصم , بنيا كعبتين في بغداد وسامراء !!

* وقوله بكره المنصور للعرب , وهو العربي القرشي الهاشمي المطلبي ابن عم النبي العربي صلى الله عليه وسلم .

* وزعمه بوجود ( دائرة للمنجمين ) في قصر الخلافة العباسية .

*وقوله : ذبح الخليفة أهل الكرخ بسبب جارية .

* وقوله : إن للبطل الفاتح عبدالرحمن الغافقي (خباء من النساء) !

8 – أظهر شعوبية وحقدا على العرب : لقد حقر جرجي – في ذهنه فقط – أمتنا , وأظهر مساوئها .. بل ما ترك سيئة إلا وعزاها لأمتنا , وابتز منها كل مكرمة .. واستغل الطورانيون , أعداء العرب , مؤلفات جرجي , فترجمت إلى اللغة التركية , للاستعانة بما كتبه في تحقير العرب , وانتقاص مدنيتهم , وغمط حضارتهم , وتفضيل الأعاجم , عليهم , فكادوا يولدون بذم العرب عصبية جديدة .. لقد جعل جرجي العرب غرضا لسهامه , ودربة لنباله .. يرميهم بكل نقيصة , ومعيبة وشر .

9 – أثار غريزة الشباب , وحرك شهوات المراهقين : مستغلا ضعف ثقافة الكثيرين منهم , وحاول إيصالهم إلى الغاية التي يرمي إليها في كل رواية , مع لواعج الغرام , واصطكاك الركب , وخفقان القلوب , ورعشات الحب , وسريان الكهرباء عند تلامس الأيدي ..

10 – كما جعل جرجي تاريخنا العربي (مع الغرام والحب) .. دسائس , جواسيس , لصوص , ظالمين , قطاع طرق , ثارات , طاغين , وشايات .. ولقد ذكرنا في كل رواية ما ورد من مثل هذه العبارات .

11 - وجعل جرجي وراء سير الأحداث غانيات فاتنات , ملكات جمال ممشوقات القوام , ممتلئات الجسم , مستديرات الوجه كالبدر .. جمعن بين لطف النساء وحزم الرجال وشجاعتهم , يتنقلن بخفة متناهية بين بلد وبلد , وبين فئة وأخرى ليسيرن الأحداث في تاريخما العربي الإسلامي .

فقطام في (17 رمضان) فتاة الكوفة الفتانة , التي ذاع صيتها في الآفاق , وسمع بجمالها القاصي والداني , حتى أصبحت فتنة الكوفيين ومضرب أمثالهم , وشخصت إليها الأبصار , وحامت حولها القلوب , فباتت معجبة بجمالها .

وسلمى في (غادة كربلاء) عند النظر إليها أعجب الحبيب بها فلم ير جمالا مثل جمالها في فتاة قبلها , طول عمره الذي قضاه في دمشق وضواحيها , مع كثرة ما شهد من بنات الروم والعرب والنبط والسريان واليهود , فلم تقع عيناه قبل تلك الساعة على فتاة في وجهها من الجمال والهيبة مثل ما في هذا الوجه وقد أدهشه منها بنوع خاص جمال عينيها .

وجلنار في (أبي مسلم الخراساني) مضرب الامثال بالجمال والتعقل والأنفة .. وهي على جانب عظيم من الجمال , مستديرة الوجه , ممتلئة الجسم , طويلة القامة معتدلتها , بيضاء البشرة مع حمرة تتلألأ تحت البياض , سوداء الشعر مسترسلته , نجلاء العينين كحلائهما , تفيض جاذبية وحلاوة , وكان لها في مقدم الذقن فحص , وإذا ابتسمت ظهر على جانبي فمها فحصتان هما (الغمازتان) .

وهكذا .. في كل رواية .. كلما أزيح لثام , ظهر وجه كالبدر , ليكون وراء الأحداث بتعقل وحنكة .. وهذا تفسير فرويدي جنسي لتاريخنا العربي الإسلامي !!

12 - عوّد الناس تصديق الخرافة والخيال :

فقصة الحب التي ينسجها بين حبيبين يباعد الفتح أو تباعد الأحداث بينهما , يعودان إلى اللقاء في نهاية القصة .. مع تنجيم , وسحر , وكهان , ورمل , ومندل وودع ..

كل هذا في (روايات تاريخ الإسلام) !!

13 - عدم استخراج فائدة , أو روح معنوية سامية من هذه الروايات .. مع أن الكاتب الكبير هو الذي يوجه قراءه إلى هدف كبير , وأول خطوة تجاه الهدف الكبير البعد عن الكذب والدس والتسويه والحذبقة والطعن والشعوبية .

الكاتب العظيم .. من يجعل فيما يكتبه مغزى عظيما رفيعا , ولن تكون العظمة فيما يكتب إلا إذا التزم الكاتب الصدق , والأمانة , والموضوعية .. ولن يصل إلى المستوى الرفيع إلا إذا جعل ما يكتب للسمو بالجيل فكرا ونفسا وروحا ومنهجا .

انتظروا الحلقة السادسة لمشوه التاريخ الإسلامي جرجي زيدان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق