الأربعاء، 27 يوليو 2011

إلحاد أدونيس الجزء الثاني ( الحلقة الرابعة )

وقال في كتابه ( في الشعر ) : إن فن القصيدة أو المسرحية أو القصة التي يحتاج إليها الجمهور العربي , ليست تلك التي تسليه أو تقدم له مادة استهلاكية , وليست تلك التي تسايره في حياته الجادة , وإنما هي التي تعارض هذه الحياة .. أي تصدمه وتخرجه من سباته وتفرغه من موروثه وتقذفه خارج نفسه , إنها التي تجابه السياسة ومؤسساتها , الدين ومؤسساته , العائلة ومؤسساتها , التراث ومؤسساته , وبنية المجتمع القائم .. كلها بجميع مظاهرها ومؤسساتها , وذلك من أجل تهديمها كلها .. أي من أجل خلق الإنسان العربي الجديد , يلزم تحطيم الموروث الثابت , فهنا يكمن العدو الأول للثورة والإنسان . (فن الشعر ص76) .
وقال في الأعمال الشعرية : هذا غزال التاريخ يفتح أحشائي , نهر العبيد يهدر , لم يبق نبي إلا تصعلك , لم يبق إله .. هاتوا فؤوسكم نحمل الله كشيخ يموت نفتح للشمس طريقا غير المآذن , وللطفل كتابا غير الملائك للحالم عينا غير المدينة والكوفة هاتوا فؤوسكم .
وقال هو يثور على تحطيم الدين : لا يمكن أن تنهض الحياة العربية ويبدع الإنسان العربي إذا لم تنهدم البنية التقليدية السائدة في الفكر العربي , والتخلص من المبنى الديني التقليدي الاتباعي .( الثابت والمتحول ص156) .
أدونيس الملحد الذي ينادي بالإباحية , ونبذ التراث في التصور الإسلامي التقليدي , ففي الإسلام أن الله تعالى منفصل عن العالم , أما في فكره الشيطاني فيزعم أنه ينبغي أن يزال ذلك الحاجز بين الخالق والمخلوق , ولا بد أن يذوب المخلوق في الخالق , والخالق في المخلوق .
ويكفي لهذا الملحد أن رسالته الجامعية التي قدمها لنيل درجة الدكتوراه في جامعة القديس يوسف في لبنان كانت بعنوان : الثابت والمتحول ودعا فيها بصراحة إلى محاربة الله جل وعلا !!
وقال أيضا هذا الملحد : الأدب الحق هو الذي يعبر عن الحياة ... ومن أعقد مشكلات الحياة العربية وأكثرها حضورا وإلحاحا , مشكلة الجنس , لكن حين يعالجها كاتب شاب بأقل ما يمكن من الصراحة والجرأة تهب في وجهه رياح التأفف والشتيمة ... ومن أعقد مشكلاتنا مشكلة الله , وما يتصل بها مباشرة في الطبيعة وفيما بعدها , ونعرف جميعا ماذا يهيئ للذين يعالجونها بأقل ما يمكن من الصراحة والجرأة , ومن أعقد مشكلاتنا أيضا وأكثرها إلحاحا وحضورا , مشكلة القيم والتراث .(الثابت والمتحول ص156) .
فأدونيس هذا لم يكتف بالدعوة إلى الكفر والإلحاد , بل دعا إلى إفساد الذوق العام , والثورة على كل الثوابت والمقدسات العربية والإسلامية , فهو :
يحارب اللغة العربية
يحارب الأخلاق الفاضلة
يريد تدمير الأدب
يريد تحطيم المرأة
فأدونيس هذا قد انخدع فيه الكثير من السذج والبسطاء والمغرر بهم , فرفعوه حتى أوصلوه إلى عنان السماء , وجعلوه في صفوف العباقرة والمبدعين , وهو أبعد ما يكون عن الإبداع والعبقرية , ولولا سفالته وسوء أدبه وتطاوله على المقدسات لما سمع به أحد , ولا أعاره الناس اهتماما , ولكن في هذه الأيام القاحلة , في غيبة الخلافة , استنسرت البراغيث , واستأسدت الجرذان ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق